badboy1995 Admin
عدد الرسائل : 50 العمر : 28 تاريخ التسجيل : 22/10/2008
| موضوع: مولد النور الخميس أكتوبر 23, 2008 5:17 am | |
| وصحا الأنام على صياح مُبشِّرٍ هو للشريعة رنَّـةٌ ونــداءُ
وغدا بمكة أهلها في كَرْبِهم يتخبـطون وللنـذير دعـاء
صوت هو الإرشاد يَطْرقُ سمعهم آذانهم عن رجعه صمَّـاء
نورٌ كرابــعة النهار بـدا لهم أبصــارهم عن فــجره عمياء
والشمسُ إِنْ بَهَرَ الأنامَ ضياؤُها أنَّى تراها مُقْلــةٌ عَشْواء
*********
عصبيةٌ تُذْكِي أوارَ عنادهم وحميَّةٌ من بــاطل وشــقاء
ما صيَّرَ الأوثانَ ربًّا كونُها سجدت لها الأجدادُ والآباء
هم يعرفون الحقَّ إلا أنها إحنٌ لها في صدرهم بُرَحاء
قدْ أنكروا أن قامَ يدعوهم إلى دينٍ فقيرٌ حولـهُ فُــقراء
السادةُ الأمجادُ كيف يقودهم فردٌ قد استمعتْ لهُ الضعفاءُ
تلك النبوةُ كيف تتركهم إلى هذا الفقير وهم لها أكفاءُ
لولا تَنزَّلَ ذاك بينهم على رجلٍ له في القريـتينِ ولاءُ
الله أعلمُ حيثُ يجعل وحيَه لكنهم في غيِّهم شــركاء
*********
ومضى ابنُ عبد الله ينشر هديَه ما ناله من كَيدهم إِعياءُ
وقــفوا له مُتـكتِّـلين يمسُّهُ أنَّى تَوجه بينهـم إيـذاء
ومشى ابنُ عبد الله يصرخُ حوله ويرنُّ في أذنــيه الاستهزاء
لم يُثنِه ما قدموه وهكذا بين العواصفِ تُحمل الأعباءُ
*********
ظنُّوا به كل الظنونِ وإنه من كل هاتيكَ الظنون براءُ
زعموهُ لما أن تكامل حقدهم ذا جِنَّةٍ يطغى عليه الداء
قالوا: حسودٌ قد أراد سيادةً وفقيرُ قومٍ همُّه الإثراء
طورا أخو سحرٍ وطورًا شاعرٌ يا إِفْكَ ما نادت به السفهاء
إن كان حقًّا ما أتوه فكيفَ لم تنطِق بمثلِ حديثهِ البلغــاء
قد جاء معجزة النبيِّ وغايةٌ في القولِ يكبو دونها الفُصحاء
ما بالُ أقصرِ سورةٍ من مثله أعيَتهم فَتراجع الفُصَحاء
ما أدركَ القومُ الذين تجمَّعوا وقلوبُهم من غيظهم رمضاء
إن العناية في السماء تحوطه ومن العناية في الخطوب وقاء
سلْ من على بابِ الرسول تربصوا والبيت فيه علـيٌّ الفـدَّاء
هلْ أبصروهُ وقد تخطى جَمعهم ومضى له تحت الدجى إسراء
نثرَ التراب على الوجوه فأصبحوا حتى كأن عيونهم رمداء
ومشى إلى الصدِّيق يصحبه إلى وطنٍ كريمٍ أهلـه كُرماء
ما دار في خلدِ اللئام ولوجه في الغار لما باضت الورقاء
وبداخل النفق الأمين عليهما سارا وللصِّديق فيه بكاء
ما من طعام يرزقان به سوى ذاك الذي جاءت به أسماء
قف يا سراقة حيث أنت فإنما أدركته لو تـدرك العنقاء
كيف الوصول إلى الرسول ودونه تأبى المسير كأنَّها شلاَّء
تلك القوائم من جوادك ما لها من رحمة الله القدير كِسَاء
أتريـد نيل محمد، وبقاؤه للحـقِّ والدينِ الحنيفِ بقاء
*********
حيَّا الإله من المدينة معشرًا آوَوْه حين أراده الأعداء
قوم هم الأنصار أما ذكرهم فندٍ، وأما عهدهم فوفاء
الآخذين من الرسول مواثقا سار الزمان وهم لها أُمَناء
والباذلين لمن إليهم هاجروا إخلاص قلب ليس فيه رياء
والمشركين القوم في أموالهم -لا المشركين- ودينهم وضّاء
والمؤثرين على نفوسهم وإنْ نزلت بهم من حاجة ضَرَّاء
مدوا إليهم في مدينتهم يدا لما بدا في الأقربين جفاء
جمعتهم في الله خير أخوة فالدين ودٌّ بينَهم وإخاء
*********
وأراد ربُّك أن يكيل لمن بغوا نفس الصواع وللمسيء جزاء
ومضت ببدر للقتال ضياغمٌ قد غطيت بغبارها الصَّحراء
بكرت خيولٌ للوغى وتدافعت إبل لها عند الرحيل رُغاء
وعلى رمال البيد شبَّ لهيبها إذ شمرت عن ساقها الهيجاءُ
بين الضلال وبين حق مشرقٍ قام اصطدام عارم ولقاءُ
الفتية الأبرار يخفق فوقهم يوم الكريهة للرسول لواء
هم للشريعة نَبْتُها إن يقتلوا فعلى الشريعة في الأنام عَفَاء
يا يوم بدر قد رأيت صراعهم وعرفت كيف تناثر الأشلاء
كيف ارتدادُ الغيِّ فيك محطما لمَّا وَهَتْه الغارة الشعواء
كيف اندحار الشركِ يلعقُ جُرحه قد صُبَّ فوق الرأس فيه بلاء
هذا أبو جهل لديك مُجندلٌ سالت على البيداء منه دماءُ
فلعلَّه عَرَف الحقيقة ميتًا إن الحياة غشاوةٌ وغطاء
*********
وتحالف الأعداءُ فيما بينهم وعلى المكيدة أزمع الحلفاء
عزموا على غزو المدينة بغتة فتجمع الجُهَّال والغَوْغاء
سارت إلى حرب الرسول جُموعُهم فَجَرت بما قاموا به الأبناء
وهناك حول الخندق المضروب قد نال الجميع شقاوةٌ وعناء
جاءتهم الريح العقيم فكمْ هَوَت عُمدٌ وأكفِئ في الخيام وِعاء
*********
وقضى الإلهُ بفتحِ مكة فانبرى حادٍ له عندَ المسير حداء
وتدفق الوادي بخيل فوقها أسدُ اللقاءِ أنوفها شمَّاء
مهلاً أبا سفيان ذاك مُحمَّد سُدَّت بخيل جنوده الأرجاء
طلعت عليك فوارسٌ لا تُتَّقى تكبيرهم لحنٌ لهم وغناء
يا قائدَ الأشرار في أحدٍ ويا من أشبَهَتْه الحَيَّة الرَّقطاء
ماذا لقيتَ من الرسول وقد أتى من بعد ما خرجت به الشَّحناء
ما كان ضر محمدًا لو أنَّه نالتكُمُ من بطشه بأساء
أنتم من اضَّطهدوه حتى أنه عن أرضِ مَكَّة كان منه جلاءُ
لو أنَّه صبَّ الجزاءُ مضاعفًا كان المصيبَ وما لكم شفعاء
أو ليسَ قد رسَم الطريق إلى الهدى فيكمْ فكان الصفحُ والإِغضاء؟
نظروا إليه ذَليلة أعناقُهُم مِلءُ العيونِ ضراعةٌ ورجاء
ناداهُمُ ماذا تروني فاعلاً: قالوا له: ما يفعَلُ الرُّحماء
فأجابَهم: إني عفوت عن الذي قدَّمـتموه فأنتمُ الطلقاء
************
يا سيِّد الرُّسْلِ الكرام ومن بِه قد قامَ للدينِ العظيم بناء
الحقُّ نورٌ أنتَ مُظْهِر فَجْرِه والشركُ ليلٌ أنت فيه ذكاء
والعدل أنتَ وضعتَ ثابِتَ رُكْنه فمضى على سَنَنٍ له الخُلَفاء
والسلمُ دَأبك ما ركبتَ كريهة حتى بدا للمشركين عداء
لولا اجتراءُ الزُّور لم يُسفك دم صُبِغت بحُمْرة لونه الحصباء
الرائـدُ الأميُّ علَّـم قوْمَه حتى سمـا مَجْدٌ لهم وسنـاء
نَظْمُ العدالةِ مِن رسالتِكَ الَّتي لا تستبين بهديها أخطاء
بالسيف والدم قد شققت طريقها ولكل أمر حادث شهـداء
مُهَجٌ من الأبطال في يوم الوغى سالت عليها في الزَّمان ثناء
باعوا نفوسـهم بجنة رَبِّهم فالبذل بيـع عنده وشراء
الدين والدنيا لنا جَمَعتْهما لك شرعة قدسية غـرَّاء
لم يعرف الجُهَّال قدرك إنما ناديت صمًّا ما لهم إصغاء
إن المريض وإن تألَّم طالما عاف التجرع إذ أتاه دواء
أين الغداة من الصلاةِ وذكرها بالبيتِ تصدية لهم ومُكاء
بل أين من نور الإله وهديه ظلمات ليلٍ شاءَهُ القدماء
يا مُرسلاً بالحقِّ يحمل وَحْيُه فجرًا لدينٍ ليس فيه مراء
إن المشرِّعَ قدوة في شرعِه إن لم يَكُنْها فالجهود هباء
الجود عندك ديدنٌ وغريزةٌ والصبر منك شجاعة وإباء
والظلم قد أُخِذت عليه سبيلُهُ هذي الهداية فالقلوب صفاء
ليس الغنيُّ على الفقير بسيد فهما أمام الحق منكَ سواء
أما الزكاة فتلك حقٌّ ثابت لا يعتري من يبتغيه حياء
والمسلمون جميـعهم جسد إذا عضوٌ شكا سهرت له الأعضاء
كم من يد لك لست أملك حَصْرها جلَّتْ فليس يضمُّها إحصاء
يا سيد الشفعاء هذي مِدحتي مني إليكَ فريدةٌ عصمـاء
الله قد أثنى عليك فهل لمن أثنى عليه إِلهُهُ إطـراء
فاقبل تحية شاعرٍ لو أن مِن مثلي لمثلك يَجْمُل الإهداءُ
| |
|